محمد صالح الحرازي عاشق اليمن
عدد المساهمات : 474 تاريخ التسجيل : 19/03/2012
| موضوع: مدينة تطـــــــــ المغربيةــــــــــوان الإثنين أبريل 16, 2012 3:46 am | |
| [size=25]مدينة تطـــــــــ المغربيةــــــــــوان:
تطوان (بالأمازيغية: Tittawin)، هي مدينة مغربية، أحيائها القديمة أندلسية الطابع، تقع في منطقة فلاحية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، بين مرتفعات جبل درسة وسلسلة جبال الريف. تتميز تطوان بقدرتها الحفاظ على الحضارة الإسلامية الأندلسية فيها، مع تكيفها المستمر مع الروافد الثقافية الواردة إليها، مما أثرى وميز تاريخها العريق
التـــــــــــاريخ
تاريخ تطوان ضارب في القدم فهي مبنية على أنقاض مدينة كانت تسمى بتمودة. وجدت حفريات وآثار من مدينة تمودة يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد. دمرت تمودة حوالي عام 42 ق.م من طرف الجيوش الرومانية. أما اسم تطوان أو تطاون فهو موجود حسب المراجع منذ القرن الحادي عشر الميلادي.
في أوائل القرن الرابع عشر وتحديدا عام 1307 م، أعاد السلطان المريني أبو ثابت بناء المدينة كقلعة محصنة يقال أن هدفه كان الانطلاق منها لتحرير مدينة سبتة. وفي خضم تلك الحروب دمر الملك الإسباني هنري الثالث المدينة عن آخرها سنة 1399 م. يبدأ تاريخ المدينة الحديث منذ أواخر القرن الخامس عشر، عند سقوط غرناطة سنة 1492 على يد ملوك الكاثوليك فردناند وإيزابيل أي منذ أن بناها الغرناطي سيدي علي المنظري، وهو اسم أصبح رمزا ملازما لمدينة تطوان. خرج آلاف المسلمين وكذلك اليهود من الأندلس ليستقروا في شمال المغرب عموما وعلى أنقاض مدينة تطوان، فعرفت هذه المدينة مرحلة مزدهرة من الإعمار والنمو في شتى الميادين فأصبحت مركزا لاستقبال الحضارة الإسلامية الأندلسية
المواجهات العسكرية مع إسبانيا والبرتغال في القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث كانت أساطيل تطوان تشكل خطرا دائما على مصالح العدو الخارجي، كان لها الأثر البالغ خاصة من الناحية العمرانية حيث بنيت قلع وأسوار للدفاع عن المدينة. كذلك تجارة المغرب مع أوروبا(إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا) خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، كانت كلها عبر مدينة تطوان التي كانت آنذاك من أهم الموانئ المغربية حيث كانت البواخر تقوم برحلات بين تطوان وكل من جبل طارق، مدينة الجزائر، مرسيليا، ليفورنو.
متحف في الهواء الطلق.
رغم الظروف الاقتصادية السلبية، التي لخصتها في آخر الفقرة السابقة، استمرت تطوان في التحدي. عدة قصور بنيت في هذا القرن (القرن التاسع عشر)، كدار اللبادي وأفيلال والرزيني و بريشة وبنونة وبن عبود. بجانب الطابع الأندلسي تتميز هذه المباني بتأثيرات فن المعمار الأوروبي و خاصة في تقنيات البناء حيث ظهرت الأعمدة التي تميز منازل القرن الثامن عشر. وخير مثال على ذلك قصر الرزيني الذي يعتبر نموذجا لالتقاء الطراز الأندلسي العثماني بالطراز الأوروبي. أما في القرن العشرين فقد عرفت المدينة نمو اقتصادي و سياسي و فني جديد وذلك كعاصمة للحماية الإسبانية في شمال المغرب.
تتميز أحياء تطوان بانتمائها إلى حقب تاريخية مختلفة وبتكيف طابعها الأندلسي مع العصور والأزمنة. يعود تاريخ بعض الأحياء القديمة ك حي السويقة إلى القرن الثاني عشر بينما يعود تاريخ الأحياء الأخرى إلى حقب متأخرة عن ذاك بكثير. هذه الأحياء العتيقة وما يميزها من ممرات وشوارع ضيقة، اكتسبت أسماء الحرف التي كانت أو مازالت تمارس فيها كالحدادين والنجارين و الطرافين والدباغين بالإضافة إلى ساحات سوق الحوت القديم، الغرسة الكبيرة، الوسعة، المصداع، السوق الفوقي و.و.و...مما جعل المنضمات العالمية تدرج تطوان ضمن لائحة أسماء المدن التاريخية التي يجب الحفاظ على معالمها وعلى تراثها الحضاري
انتشار هذه الأحياء كانت له علاقة بوضع السكان الاجتماعي. فحارة العيون مثلا، كانت ابتداء من القرن التاسع عشر ذات طابع شعبي بينما حارة الجامع الكبير فكانت تعتبر ذات مرتبة اجتماعية أعلى. وحافظت بعض الأحياء الأخرى على وضعيتها رغم قدمها، كحارة المطامر التي بنيت على مجموعة مما يسمى المطمورات، كانت تستعمل لإيواء العبيد و الأسرى المسيحيين. من مميزات تطوان القديمة نذكر كذلك مثال الشبكة المائية تحت الأرض ( شكوندو) لتي كانت تزود عدة منازل بالماء حيث توجد نافورات لتزيين الأفنية
أحياء هذه المدينة القديمة محاطة بسور تتخلله أبواب سبعة هي باب النوادر، باب التوت، باب العقلة، باب المشوار، باب الرواح، باب الرموز ثم باب الجياف
ومن معالم المدينة التاريخية:
الجامع الكبير : يقع هذا الجامع بحي البلد بالقرب من الملاح البالي وسط المدينة العتيقة . تم بناؤه بإذن من السلطان المولى سليمان في سنة 1808م،( بني على شكل مستطيل) يصل طول أضلاعه إلى 35م من جهة الشرق و45م من جهة الشمال. ويتكون من قاعة عميقة للصلاة وصحن كبير مكشوف تتوسطه نافورة ماء تصب مياهها في صهريج. وتحيط بالصحن أروقة. يتم الولوج إلى المسجد عن طريق بابين رئيسيين وثالثة مخصصة للإمام في الجهة الشمالية. وترتكز الأقواس المتجاورة والمكسورة لقاعة الصلاة على أعمدة مبينة ويعلوها سقف خشبي مائل مغطى بالقرميد. في الزاوية الجنوبية الغربية ترتفع المئذنة التي تعد الأعلى بالمدينة وهي مزخرفة على الواجهات الأربعة بعناصر هندسية متشابكة تتخللها زخارف زليجية تطوانية متعددة الألوان
سقاية باب العقلة : تتوفر مدينة تطوان على أزيد من 20 سقاية تمكن السكان والزائرين من التزود بالماء. وهي سقايات عمومية تم بناؤها إما من طرف السلطات أو أعيان المدينة ويرتبط بها صهريج لتوريد البهائم. ومن أجمل السقايات المتواجدة بالمدينة والتي تتميز بزخارفها الزليجية الجميلة نذكر سقاية باب العقلة. وقد بنيت كما تشير إلى ذلك كتابة منقوشة على إفريز من الزليج في منتصف القرن 18م من طرف القائد وعامل المدينة محمد لوكاش
البيوت التاريخية بتطوان : تتوفر تطوان على عدة منازل تقليدية وقديمة تجسد التطور العمراني الكبير والفني والزخرفي الذي شهدته هذه المدينة التي يشار إليها على أنها وليدة غرناطة. من بين أجمل هذه البيوت نذكر دار اللبادي بنيت وسط المدينة القديمة من طرف الباشا اللبادي خلال القرن 19م. وقد تغيرت وظيفتها حاليا لتصبح قصرا للحفلات والأفراح
مدرسة جامع لوكش : بني هذا المركب الديني والعلمي سنة 1758 من طرف القائد عمر لوكش وذلك بأمر من السلطان سيدي محمد بن عبدالله وقد كانت المدرسة تسخر لإقامة الطلبة القادمين من المناطق المجاورة لطلب العلم في مساجد المدينة وخاصة بالجامع الكبير. وهذه المؤسسة العلمية ذات شكل مستطيل طوله 25م وعرضه 18م وتنضاف إليها في الزاوية الشمالية إحدى البنايات التي زيدت لاحقا وتستعمل كإدارة. بنيت المدرسة على طابقين. فالطابق السفلي يتكون من 20 غرفة مساحاتها تتراوح بين 3 و6 متر مربع وهي مفتوحة على رواق مغطى يؤدي إلى ساحة تتوسطها حديقة مساحتها أزيد من 100 متر مربع القلعة : يرتبط اسم قلعة أو حصن سيدي المنظري ببقايا سور وثلاث أبراج ملتصقة به. هذا السور الذي يبلغ طوله 65 مترا وعلوه 7 أمتار، مدعم من جهتيه الجنوبية والشمالية ببرجين مربعي الشكل ويتوسطه برج آخر متعدد الأضلاع وأصغر حجما. وتتصل هذه الأبراج فيما بينها بممر حراسة يتم الدخول إليه عبر درج محادي لباب القصبة. هذا الأخير عبارة عن جهاز دفاعي ذو انعطافات وبداخله غرفتان مربعتان مغطاة بقبة دائرية
كما تعتبر تطوان غنية بموروثها الفني الأندلسي الأصيل بما عرفته من امتزاج بين الحضارة البربرية و الاندلسية لتشكلا أريجا متنوعا من الفن الأصيل
الفنون الشعبية بمختلف ألوانها، جزء حي من الثقافة الشعبية الشفهية، الموروثة والمتأصلة في ذاكرة المغاربة، لأنها جزء من كينونتهم، ورغم تميزها بالاختلاف والتنوع حسب تنوع المناطق إلا أنها تنصهر في آخر المطاف في ثقافة شاملة لمجتمع موحد يؤمن بالاختلاف· فالثقافة المحلية تغذي الثقافة الشاملة وتعضدها لبلورة هوية مغربية واحدة وموحدة ومنصهرة في بوتقة واحدة، منذ قرون خلت، لتشكل ثقافة عربية إسلامية أمازيغية، لا تقبل التجزيء البتة· وبالتالي فمجموع هذه الفنون والثقافات الشعبية وغيرها، تشكل شخصيتنا وكياننا في بعدها الوطني العام··· لكن هذا المبدأ لا يلغي الاستثناء كبروز فنون مرتبطة بمناطقها وجهاتها، ذات طبيعة محلية، حتى صارت بعض المناطق لا تعرف إلا بذلك اللون الغنائي·
و لابد لنا أن عرفكم و نحن على أراضي تطوان أن نأخذكم إلى أجواء العرس التطواني الشهير بكل جماليته و تقاليده العريقة و بزيه الفريد الذي ينفرد به عن سائر المناطق المغربية الأخرى:
يتميز العرس التطواني(مدينة شمال المغرب) بتقاليد عريقة على امتداد مختلف مراحله التي تتمثل في "الملاك"(عقد القران) و"النبيتة"(يوم الحنة) و"الظهور" و"البوجة" و"الصباح.
ويبدأ الزواج في تطوان ,كما هي العادة في معظم مناطق المغرب, بحفل "الملاك" الذي يتم خلاله الاتفاق المبدئي بين أسرة الفتى والفتاة على الزواج وأحيانا يتم خلاله عقد القران . وكان هذا الحفل يتم قديما في المسجد أما اليوم فأصبح يقام في منزل العروس .
ويتطلب العرس التطواني استعدادا كبيرا على عدة مستويات تنطلق بتحضير الحلويات ومنها "الفقاصة" التي تعد من أعرق الحلويات في تطوان اضافة الى "البشكتو" و"الملوزة" و"الكعاب" و"القطايف" وغيرها.
ويلي حفل "الملاك " تنظيم "النبيتة" أي ليلة الحناء حيث يتم تزيين يدي ورجلي العروس بالحناء على نغمات جوق نسوي يسمى "الحضرة" الذي يردد أهازيج منها " حنيت للا حنة وحناني حنة من الجنة يا بياطي وتتميز ليلة الحناء هذه بارتداء العروس لقفطان ورداء أبيض يغطي وجهها وهناك من العرائس من تلبس "السبنية د البحر" التي تزين ب"العصابة" و"الموانس" و "الخلايل" .
أما اليوم الثاني من الحفل فيسمى "الظهور" وتحضره النساء فقط وعصرية ومعزوفات من
وبعد ذلك تظهر العروس رفقة " الماشطة " أو " النكافة " وهي ترتدي "تكشيطة" من الحرير الممتاز غالبا ما تكون بيضاء أو بألوان فاتحة , ويزين صدرها بالجواهر العديدة المصففة بطريقة بديعة فيما تضع على رأسها "التاج" أو "العصابة" و"خيط الروح" ويزين شعرها ب"الخلايل" و"الجواهر" و"الشطبات" المرصعة بالأحجار الكريمة و"البيلو" وهو رداء شفاف مطروز بشكل دقيق.
ووسط ورقصات الفتيات ترتفع الزغاريد والصلاة على النبي الكريم .
أما اليوم الثالث فيسمى "البوجة" وهو اليوم الأخير أو "ليلة العمر" .وفي تلك الليلة تذهب العروس إلى بيت الزوجية.
وأهم ما يميز لباس العروس في هذا اليوم هو ارتداؤها لقفطان تقليدي يكون من النوع الممتاز ك"اللوندريز" أو "الحاج عمر" أو "الخريب" مع حزام يسمى "حزام الصم" .ويزين وجه العروس ب"الجناح" أما الرأس فيزين ب"الحنطوز د الفرخة".
أما بخصوص"البوجة" أو "العمارية" ,التي هي عبارة عن هودج من الخشب يغطى بأقمشة وأثواب نفيسة ك"الشاربية " و" الكامبوش" و "السبنية د البحار", فتزين ب"جذائل" الياسمين والورود, وكرمز للرزق والسعادة يوضع فيه رغيف ومفتاح قديم .
بالنسبة للبوجة فهي شكل تقريبي , لم أجد أية صورة لها ,مثل هدا الشكل ,مغلقة تماما حتى لا تظهر العروس للغرباء وخلال هذا الحفل يرتدي العريس جلبابا أبيض من "السوسدي" أو "البزيوي" و"الفرجية " و قميصا مطرزا ب"الرندة" وفوقه "البدعية" و"الجبادور" و"السروال العربي" المعطرين برائحة "العود " وماء الزهر.وتكون هذه الملابس هدية من العروس يتوجه موكب أسرة العريس الى منزل العروس لاصطحابها إلى بيت الزوجية .وفي هذه اللحظة يودع والد العروس ابنته بقراءة آية الكرسي تعبيرا عن خروجها من كنفه ودخولها كنف زوجها, بينما تستعد عائلة العريس لاستقبال العروس وأفراد أسرتها وصديقاتها.
وعند مرور الموكب أمام المسجد أو ضريح الحي يقف وتتم قراءة الفاتحة ثم تضرب "البوجة " ضربا خفيفا على باب المسجد وسط زغاريد النساء.
وبعد وصول العروس إلى بيت الزوجية تستقبلها أم العريس وتقدم لها التمر والحليب تعبيرا عن ترحيبها بها .
وفي صباح اليوم الموالي تتم دعوة الأقارب لتناول وجبة الفطور التي تشتمل على " الحريرة " و "المسمنة" والشاي والقهوة والحلويات وتكون تلك مناسبة لتبادل الهدايا والتهاني بين أسرتي العروس والعريس
ونمر بكم أعزائي من أجواء العرس التطواني إلى أهم الأطباق التي يمكن أن تتذوقها في هذه المدينة:
«الفقوصة» أو «الفقاقص» كما يحلو لأهل الشمال المغربي أن يسموها بصيغة الجمع أما عن الصناعة التقليدية فلا يمكن أن نمر دون أن نتكلم عن الانامل الذهبية و ما تنتجه من أشياء رائعة ندكر من بينعا التطريز التطواني:
لا يمكن أن نغادر هذه المدينة دون ان ندكر تاريخها الرياضي فالفريق الشهير الذي يمثل هذه المدينة في البطولة الوطنية هو فريق المغرب التطواني
فريق دو تاريخ كبير يشهد له .. ويعتبر الفريق التطواني الفريق المغربي الأفريقي الوحيد الدي لعب في اللا ليغا الاسبانية رفقة البارصا والريال .. فريق كل ما يمكن القول عنه سوى أنه فريق مكافح ويلعب بواقعية كبيرة وحسب إمكاناته البشرية و التقنية فريق تدحرج كثيرا بين قسمي الأول والثاني ولكنه كبير مع الكبار ويقدم دائما مباريات كبيرة ويتوفر على جمهور رائع معه في السراء والضراء وملعبه هو ملعب سانية الرمل .. أو ماركيز دي فاريلا تسمية على المهدي الأندلسي الكبير الدي بني الملعب سنة 1913
أتمنى أن أكون قد ألممت ببعض ما قد يفيدكم عن هذه المدينة الحمامة البيضاء و إلى أن نلتقي لكم مني كل تحية و سلام
[/size] | |
|