هل تتلاءم الأنشطة المسرحيّة والدرامية مع المؤسّسة التّعليميّة؟

هل تتلاءم الأنشطة المسرحيّة والدرامية مع المؤسّسة التّعليميّة؟

تعتبر علاقة الأنشطة المسرحيّة والدرامية بالمؤسسة التعليمية،علاقة ايديولوجية وتربوية في نفس الآن.فعلى المستوى الأيديولوجي تظل المؤسسة التعليمية مجمعا غير سلبي.انها عنصر رئيسي داخل نسق الاندماج الاجتماعي للأفراد،ومن خلال هذا النّسق وجب تحديد مكانة الأنشطة المسرحيّة والدراميّة(1).

فسواء تموقعت هذه الأنشطة خارج الحقل التعليمي من خلال قناعتها بانعدام الامكانية في تفعيل ساحة هذه المؤسسة(وفي هذا الاطار نتساءل:**هل يمكن الحديث عن قصور في عملية تأثيرها الا في الفئات السوسيو-ثقافية-التي تحظى بأولوية لدى الجمهور المسمّى احتشاما ب**جمهور حرّ** مواجهة مع تسميّة**جمهور مسيّج**للمؤسسة التعليمية؟)

أو سواء تموقعت هذه الأنشطة في وفاق مع المشاريع المتنامية داخل فضاء المؤسسة التعليمية حيث تكون مقتنعة بتعاون تكامليّ معها(وهنا يمكن الحديث عن أنشطة تنحو في مسارها الغائيّ الى النظر في مظاهر الشخصية التي تكون البرامج التعليمية قد تجاهلتهاأو تلك التي لم تتطرّق لها البتّة).أو ،أن تؤسس هذه الأنشطة علائق حوار تناقضي مع المؤسسة التعليمية من أجل دفع هذه الأخيرة لأن تكون مغايرة.فالأنشطة المسرحية والدرامية داخل هذا الاطار تصبح وسيلة اضافية وأصيلة من أجل تنشيط الجماعات التعليمية من ناحية،ومن أجل تحفيزها على البحث عن حلول مرضية للمشاكل التربوية العالقة من ناحية ثانية.

ان الامتداد البيداغوجي للأنشطة المسرحية والدرامية لا يحتاج لبرهنة ما،ذلك أن تقديم عرض مسرحي للأطفال،أو تنظيم ورشة للتعبير الدرامي،أو عرض للتنشيط المسرحي..كل هذا يشكل-بالقوّة-سلوكات بيداغوجية-انها سلوكات واعية تساهم في السيرورة العامة للظاهرة التربوية.وسوف يكون طبيعيا أن تصبح لهذه الأنشطة مكانة داخل المؤسسة التعليمية.

غير أن هذه الأنشطة تخضع لتحوّل يمكن الاحاطة به من خلال النظر الى كون المسرح يعتبر ضيفا على المدرسة(ضيف آت من هناك)،وأن التعبير الدرامي،وكذا التنشيط المسرحي هي*مواد* زائدة.فمنذ البداية،يمكن الحديث عن وضع خطير لهذه الأنشطة بسبب وظائفية مؤسسة مخالفة وممايزة:انه الفضاء المدرسي بكل برامجه وتوقيت خاناته، ان ضرورة الاختيار بين أجزاء هذه المساهمات هو أكبر من التصوّر،ذلك أن تلك الانشطة وهي بالمدرسة،لا يمكنها أن تتجاهل عادات هذه المؤسسة خوفا من أخطار تحوّلاتها اللاطبيعية،ولا توافق من أجل استيعابها مخافة البروز في موقف ابتلاع من طرف البيداغوجيا(وهنا تبدو مسألة شائكة في نفس الاطار،والتي يمكن التعبير عنها ب:**مدرسة المسرح**).

وأخيرا يمكن الافصاح عن نوع من التمني، في أن تكون ازدواجية مسرح/تربية مجالا لاكتشاف فضاءات جديدة،حيث يمكن توظيف كل العزيمة من أجل تحريك وموقعة الأشياء/العناصر من هذا المجال ومن ذاك:المسرح في محاولة أن يعيش المدرسة ليس كاطار اكراه،ولكن كاحدى فضاءات الانجاز،وأن تعيش المدرسة المسرح ليس كعنصر مخلخل،ولكن كقوة دفع تستمد دعمها من خلال مساهمة ابداعية للأشخاص.

في هذه الظروف،تبدو علاقة مسرح/تربية في حالة التطبيق،ذات فوائد كبيرة على كل الأطفال.

ترجمة العربي تميم.

-(1):أطروحات جون غابريل كراسو

نود المزيد من الاثراء العلمي والمعرفي للانشة المدرسية ودورها في بناء المجتمع